أنقذوا أنفسكم من النار
إلى كل مؤمن بالله واليوم الآخر،
إلى من يعلم أن الله يراه ويسمعه ويعلم سره وعلنه،
إلى من يرجو الثواب ويخاف العقاب، إلى من يحب سعادة نفسه ونجاتها.
أدعوك ونفسي إلى امتثال أوامر الله واجتناب نواهيه،
وإلى قراءة القرآن الكريم وتدبره والعمل به،
وإلى العمل بسنة رسول الله عليه الصلاة والسلام،
لتفوز بالسعادة الأبدية وتسلم من الشقاء الأبدي، والعذاب الشديد السرمدي.
لو كنت مريضا وأتيت طبيبا ونصحك بترك ألذ الشهوات،
وخوفك على تناولها الموت!!
أو زيادة المرض لامتنعت عنها وأنفت منها،
محافظة على صحتك وحياتك،
أفكان الطبيب عندك أصدق من الله تعالى؟؟
أم كان المرض أشد عليك من النار؟
ألست تتقي برد الشتاء وحر الصيف؟
فنار جهنم أشد حرًّا وأبقى عذابًا:
}قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ{ [التوبة 81]،
ومن دخلها لا يموت فيها ولا يحيى
ولا يفتر عنه العذاب ساعة ولا يرجو فرجا ولا مخرجا،
خالدين فيها أبدا.. فهل آمنت بالله حق الإيمان فرجوت ثوابه،
وخفت عقابه وعملت أعمالا صالحة لتنجو؟
أم فيك صبر وجلد على النار؟ أم أنت ممن يكذب بيوم الدين؟
فاتق الله -يا أخي المسلم- وأنقذ نفسك
من النار بفعل الواجبات وترك المحرمات،
أنقذ نفسك من النار بإخلاص العبادة لله أنقذ نفسك من النار
بالمحافظة على الصلوات الخمس في أوقاتها مع الجماعة في المساجد،
فقد علمت أن أمر الصلاة عظيم وشأنها جسيم،
وعرفت فضل المحافظة عليها وعقوبة المتهاون بها،
فهي أول ما فرض الله على عباده من العبادات العملية،
وهي أول ما يسأل عنه العبد من عمله يوم القيامة،
فإن صلحت فقد أفلح ونجح، وإن فسدت فقد خاب وخسر.
فاحذر أن تترك الصلاة متعمدا فتكون من الخاسرين
فهي عماد الدين والفارقة بين الإسلام والكفر،
وقد علمت أن الله فرض خمس صلوات في كل يوم وليلة،
على كل مسلم بالغ عاقل. غير المرأة الحائض والنفساء
-فرضها على كل حال: في الصحة والمرض والإقامة
والسفر والأمن والخوف على قدر الاستطاعة،
وجعلها مكفرة للذنوب والآثام وناهية عن الفحشاء والمنكر
-لمن حافظ عليها وأعطاها حقها- وجعل الله المحافظة
عليها من أسباب دخول الجنة قال تعالى:
}وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ يُحَافِظُونَ * أُولَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ{
[المعارج 34– 35]،
وتركها من أسباب دخول النار
كما قال تعالى عن المجرمين أنهم إذا سئلوا
}مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ{ [المدثر 42– 43]،
وفي الحديث
"من ترك الصلاة متعمدا فقد برئت منه ذمة الله"
[رواه أحمد والطبراني]،
والتوبة معروضة بعد فمن تاب، تاب الله عليه، وغفر له، ورحمه،
وأبدله بسيئاته حسنات،
ولا تجوز صلاة الرجل إلا في المسجد لغير عذر شرعي:
كخوف أو مرض، أو مطر أو سفر.
يا أخي المسلم: أنقذ نفسك من النار بأداء زكاة مالك،
طيبة بها نفسك،
قبل أن يكون عذابا عليك وقبل أن يكون مالك ثعبانا يطوقك في قبرك،
ويوم حشرك، وقبل أن يحمى على هذه الأموال في نار جهنم
فيكوى بها جنبك وكبينك وظهرك كما أخبر بذلك الصادق
المصدوق في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم.
أنقذ نفسك من النار بالمحافظة على صيام رمضان،
واحذر أن تفطر يوما من رمضان من غير عذر فإنه كبيرة من كبائر الذنوب..
اعمل كل هذا من قبل أن تسأل الرجعة عند الموت
لكي تصلي وتصوم وتزكي وتعمل صالحا فلا يجاب سؤالك
}وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا{ [المنافقون ;
احذر أن تؤخر حج الفريضة -مع القدرة- فتموت عاصيا قبل أن تحج،
أنقذ نفسك من النار ببر الوالدين وصلة الأرحام،
والإحسان إلى الجيران، وعدم أذيتهم،
واحذر ظلم الناس في دمائهم وأموالهم وأعراضهم،
فإن ذلك من أشد المحرمات..
واحذر أن تأكل ما حرم الله أو تتناوله على أي وجه كان،
فأي لحم نبت من سحت فالنار أولى به.
احذر أن تحل ما حرم الله، وقد أوجب الله عليك طاعته وحرم عليك مخالفته،
واحذر أن تخالف سنة نبيك - عليه الصلاة والسلام - بقول أو فعل،
وكما أوجب الله عز وجل الطاعة لنفسه
فقد أوجب الطاعة لنبيه صل الله عله وسلم ولك فيه أسوة حسنة.
احذر المعاملة بالربا فإنها محاربة لله ومن حارب الله فهو مهزوم!
احذر الاستهزاء بشيء فيه ذكر الله أو القرآن،
أو الرسول فإنه كفر.
احذر أن تؤخر التوبة فتموت فجأة قبل أن تتوب نادما مع الخاسرين،
واعلم يا أخي أن حياتك محدودة، وأنفاسك معدودة،
فلا تضيعها بغير عمل، ولا تفرط بساعات عمرك الذاهب بغير عوض،
واغتنم شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل مرضك، وحياتك قبل موتك،
وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك،
ولا تغتر بما أعطاك ربك من مال وولد وصحة وعافية،
واستعن بها على طاعته فإنك سوف تفارقها أو تفارقك عن قريب.
قال الشاعر:
وما المال والأهلون إلا ودائع
ولابد يوما أن ترد الودائع
وقال آخر:
ولن يصحب الإنسان من بعد موته
إلى قبره إلا الذي كان يعمل
ألا إنما الإنسان ضيف لأهله
يقيم قليلا عندهم ثم يرحلوليس أحد يموت إلا ندم:
إن كان محسنا ندم أن لا يكون ازداد إحسانا،
وإن كان مسيئا ندم أن لا يكون تاب.
وإذا مت فدفنت في قبرك فسوف تجده روضة من رياض الجنة
أو حفرة من حفر النار - أعاذك الله منها -
فإن كان عملك صالحا لم تستأنس إلا به،
وإن كان فاسدا لم تستوحش إلا منه.
وإذا بعثت من قبرك للحساب والجزاء فسوف تبعث فردا حافيا
عاريا ليس معك سوى عملك يقودك إلى الجنة،
أو إلى النار، أعاذك الله منها.
فتب إلى ربك ما دمت في زمن الإمكان،
واستعد للقدوم على ربك بصالح الأعمال. قال تعالى
}فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ{
[النور 63].
}وَتُوبُوا إِلَى اللهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ{
[النور 31].
}وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللهِ
ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ{
[البقرة 281].
اللهم تب علينا إنك أنت التواب الرحيم.
اللهم وفقنا للعمل بما يرضيك وجنبنا معاصيك.
آمين يا رب العالمين، يا حي يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام،
يا مالك الملك يا قادرا على كل شيء،
يا مجيب دعوة المضطر إذا دعاك.
وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
كتاب وصف النار واسباب دخولها وما ينجي منها
هناك تعليق واحد:
بارك الله بكم وفى انتظار المزيد من هذه المدونة وان شاء الله تكبر كمان وكمان
إرسال تعليق