العقيدة الإسلامية أساس الدين الحنيف وأصله،
ومرتكز الشريعة والأخلاق،
فالعبادات والمعاملات والأخلاق والسلوك،
كل ذلك مرتبط بالعقيدة ومؤسس عليها وقائم بها،
فمتى اختلت العقيدة اختل ما بني عليها.
والعقيدة تتضمن ما يعتقده الإنسان ويدين به،
ومن هنا فإنها تتضمن جميع ما هدى إليه الدين الحنيف مما هو من أعمال القلوب والجوارح،
وعلى الأخص فإنها تتضمن الدين مراتبه الثلاث:
(الإسلام، والإيمان، والإحسان)،
وهذه المراتب الثلاث بمستلزماتها من عقائد وعبادات ومعاملات وأخلاق تؤسس على أصل الدين،
الذي هو أصل الأصول وهو توحيد الله عز وجل في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته.
ولئن كانت الدعوة الإسلامية في مقصدها الأجل تهدف إلى تحقيق العبودية لله تعالى،
فلا جرم أن تربية الناشئة على هذه العقيدة بغية جليلة، ومقصد نبيل، وغرض شريف،
بل لا تصح التربية ولا تستقيم الحياة بغير عادة الله تعالى وحده لا شريك له،
فهو الأصل الذي قامت عليه دعوات الرسل جميعا،
وحسبنا في ذلك قول الله تعالى :
{ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ
وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ }
[البينة: 5].
والحديث عن أهمية العقيدة في الحياة حديث الفطرة والبديهة والثوابت،
فالإنسان بغير العقيدة الإسلامية لا معنى لوجوده ولا هدف من حياته،
يعيش كالسائمة لا هم غير البطن والفرج،
يعيش لنفسه وشهواته وهو في غفله عن ذكر ربه وعن الدار الآخرة،
كما قال الله تعالى :
{ وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا
وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا
أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ }
[الأعراف: 179].
ويبدأ تعليم الأولاد أمور الدين منذ سن التمييز والإدراك،
وليس للتمييز سن معين كما قال ابن القيم - رحمه الله -:
بل من الناس من يميز لخمس كما قال محمود بن الربيع:
[ عقلت من النبي - صلى الله عليه وسلم -
مجة مجها في وجهي من دلو في بئرهم وأنا ابن خمس سنين]
[1].
ولذلك جعلت الخمس سنين حدًا لصحة سماع الصبي..
فإذا صار له سبع سنين دخل في سن التمييز وأمر بالصلاة.
ثم ساق ابن القيم جملة من الأحاديث والآثار في تقرير ذلك[2].
---------------------------------------------------------------
[1] متفق عليه : رواه البخاري في كتاب العلم حديث (77) ،
و مسلم في كتاب المساجد (33).
[2] انظر تحفة المودود ص 173.
Read more: http://www.shahrukh-online.info/vb/showthread.php?p=76597#post76597#ixzz287BPw800
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق