إنى لا أُ ريد "هذا" الإسلام ... بل أريد "ذلك" الإسلام
كتب الدكتور طارق عبد الحميد من واشنطون:
قالوا لى هل تريد أن يكون الإسلام مصدراً من مصادر التشريع، فقلت لهم نعم ولكنى أريد ذلك الإسلام الذى أعطى للأنسان حرية الفكر وإختيار العقيده فقال
” فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ”
قرآن كريم (18- 29).
قلت لهم إنى أُريد إسلاماً لا يُكره أحد على أداء شعائره كما قال القرآن الكريم
”لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنْ الغَيِّ ”
قرآن كريم (2- 256).
أُريد إسلاماً يُقِيّم الناس بالمحبه التى فى قلوبهم وليس ذلك الأسلام الذى يُقيمهم بما يلبسون فالله تعالى قال فى كتابه العزيز
”يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ . إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ”
قرآن كريم (26- 88).
نعم أُريد ذلك الإسلام الذى يحنوا على المسكين واليتيم والأسير أيّاً كان دينهُ أوعرقه أوعقيدته فقد قال تعالى
”وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا "
قران كريم 76 – 8)
ولم يقل ويطعمون المسكين المسلم أو اليتيم المسلم أو الأسير المسلم فقط.
نعم أُريد إسلاماً يُدافع أتباعه عن كنائس ومعابد غير
”وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا ”
المسلمين كما يدافعون عن المساجد فالله تعالى هوالقائل قرآن كريم
2- 251).
نعم أُريد إسلاماً يعلوا بالتواضع ويسموا بالرحمه والمغفره لا باللعنات والكبر فالله تعالى هوالقائل
”وَقُلْ رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ”
قرآن كريم 23 – 118).
نعم أُريد ذلك الإسلام الذى يتعبد أتباعه مع أهل الديانات الأخرى ويصلون معهمكما قال تعالى
”وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ”
قرآن كريم (18 – 28) فلم يقل القرآن وأصبر نفسك مع الذين يدعون ”ربك” بل قال”ربهم.”
نعم أُريد ذلك الإسلام الذى يشهد أتباعه بالحق والصدق ولوحتى على أنفسهم كما قال ربى
” كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ ”
قرآن كريم (5- 8).
نعم أريد ذلك الإسلام الذى تسموا فيه الروح فوق الأحرف والكلمات كما قال ربى
”وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ”
قرآن كريم (42 -52).
نعم أُريد ذلك الإسلام الذى يجعل أتباعه ”ربانيين” كما قال ربى
” وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ ”
قرآن كريم (3- 79)
أى أولائك الذين يرى الناس أعمالهم الحسنه فيقدسوا وجه خالقهم ومبدعهم.
نعم أُريد ذلك الإسلام الذى يجعلنا نُقدس الإبداع فالله تعالى هو
"بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ "
قرآن كريم (2 – 117) ونحترم الفكر المخالف ونرى فيه جمالاً لأهميته فقد قال ربى
”وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118”
قرآن كريم (11 – 118).
نعم أُريد إسلاماً تذرف أعيُن أتباعه دمعاً حينما يسمعون آيات الله فى القرآن والأنجيل والتوراه وتقشعر جلود من آمن بهِ حينما يرون جمال الله فى الورود والفراشات وقواقع البحار فالله تعالى كما قال فى حديثه القدسى "جميل يحب الجمال.”
نعم صدقونى إنى أُؤيد ذلك الإسلام الذى هجره ونسيه الكثيرون كما قال ربى فى يوم الدين
”وَقَالَ الرَّسُولُ يَارَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا ( 30 "
قرآن كريم (25 – 30).
فإن كانت تلك الصفات والتى تسمح بإحترام الفكر والتنوع والأختلاف وتقدس الجمال والأبداع هى مرجعيه الإسلام فأهلا وسهلاً بها. وإن كان مفهوم المرجعيه عند البعض هى إكراه الناس على شعائر الدين وقمع بناء مساجدهم كنائسهم ومعابدهم وإصدار الأحكام على البشر وينعتهم بالكفر والزندقه فلا أهلاً ولا سهلاً بتلك المرجعيه. "ذلك" الإسلام
هناك تعليق واحد:
نريد الاسلام كما انزله الله تعالى لكل البشر ولكل زمااااااااان
إرسال تعليق