مواعظ تثقل بالذهب .... لأبن الجوزي رحمه الله


مواعظ تثقل بالذهب .... لأبن الجوزي رحمه الله


1-
يا صاحب الخطايا اين الدموع الجارية ،
يا اسير المعاصي إبك على الذنوب
الماضية ، أسفاً لك إذا جاءك الموت و ما أنبت ،
واحسرة لك إذا دُعيت إلى
التوبة فما أجبت ، كيف تصنع إذا نودي بالرحيل و ما تأهبت ،
ألست الذي بارزت
بالكبائر و ما راقبت ؟

2- أسفاً لعبد كلما كثرت اوزاره قلّ استغفاره ،
و كلما قرب من القبور قوي عنده الفتور .

3- اذكر اسم من إذا اطعته افادك ، و إذا اتيته شاكراً زادك ،
و إذا خدمته أصلح قلبك و فؤادك

4- أيها الغافل ما عندك خبر منك ! فما تعرف من نفسك إلا ان تجوع
فتاكل ، و تشبع فتنام ، و تغضب فتخاصم ، فبم تميزت عن البهائم !

5-
واعجباً لك ! لو رايت خطاً مستحسن الرقم لأدركك الدهش
من حكمة الكاتب ، و انت ترى رقوم القدرة و لا تعرف الصانع ،
فإن لم تعرفه بتلك الصنعة فتعجّب ،
كيف اعمى بصيرتك مع رؤية بصرك !

6-
يا من قد وهى شبابه ، و امتلأ بالزلل كتابه ،
أما بلغك ان الجلود إذا
استشهدت نطقت ! اما علمت ان النار للعصاة خلقت !
إنها لتحرق كل ما يُلقى فيها ، فتذكر أن التوبة تحجب عنها ،
و الدمعة تطفيها .

7-
سلوا القبور عن سكانها ، و استخبروا اللحود عن قطانها ،
تخبركم بخشونة المضاجع ،
و تُعلمكم أن الحسرة قد ملأت المواضع ،
و المسافر يود لو انه راجع ، فليتعظ الغافل و ليراجع .

8- يا مُطالباً باعماله ، يا مسؤلاً عن افعاله ،
يا مكتوباً عليه جميع أقواله ، يا مناقشاً على كل أحواله ،
نسيانك لهذا أمر عجيب !

9- إن مواعظ القرآن تُذيب الحديد ، و للفهوم كل لحظة زجر جديد ،
و للقلوب النيرة كل يوم به وعيد ، غير أن الغافل يتلوه و لا يستفيد

10- كان بشر الحافي طويل السهر يقول :
أخاف أن يأتي أمر الله و أنا نائم

11-
من تصور زوال المحن و بقاء الثناء هان الابتلاء عليه ،
و من تفكر في زوال
اللذات وبقاء العار هان تركها عنده ،
و ما يُلاحظ العواقب إلا بصر ثاقب .

12-
عجباً لمؤثر الفانية على الباقية ، و لبائع البحر الخضم بساقية ،
و لمختار دار الكدر على الصافية ، و لمقدم حب الأمراض على العافية .

13-
قدم على محمد بن واسع ابن عم له فقال له من اين اقبلت ؟
قال : من طلب الدنيا ، فقال : هل ادركتها ؟ قال لا ،
فقال : واعجباً ! انت تطلب شيئاً لم تدركه ، فكيف تدرك شيئاً لم تطلبه .

14-
يُجمع الناس كلهم في صعيد ، و ينقسمون إلى شقي و سعيد ،
فقوم قد حلّ بهم الوعيد ، و قوم قيامتهم نزهة و عيد ،
و كل عامل يغترف من مشربه .

15-
كم نظرة تحلو في العاجلة ، مرارتها لا تُـطاق في الآخرة ،
يا ابن أدم قلبك قلب ضعيف ، و رأيك في إطلاق الطرف رأي سخيف ،
فكم نظرة محتقرة زلت بها الأقدام

16- ياطفل الهوى ! متى يؤنس منك رشد ، عينك مطلقة في الحرام ،
و لسانك مهمل في الآثام ، و جسدك يتعب في كسب الحطام .

17-
أين ندمك على ذنوبك ؟ أين حسرتك على عيوبك ؟
إلى متى تؤذي بالذنب نفسك ، و تضيع يومك تضييعك أمسك ،
لا مع الصادقين لك قدم ، و لا مع التائبين لك ندم
، هلاّ بسطت في الدجى يداً سائلة ، و أجريت في السحر دموعاً سائلة .

18-
تحب اولادك طبعاً فأحبب والديك شرعاً ، و ارع أصلاً أثمر فرعاً ،
و اذكر لطفهما بك و طيب المرعى أولاً و اخيرا ،
فتصدق عنهما إن كانا ميتين ، و استغفر لهما و اقض عنهما الدين

19- من لك إذا الم الألم ، و سكن الصوت و تمكن الندم ،
ووقع الفوت ، و أقبل لأخذ الروح ملك الموت ،
و نزلت منزلاً ليس بمسكون ، فيا أسفاً لك كيف تكون ،
و اهوال القبر لا تطاق .

20-
كأن القلوب ليست منا ، و كان الحديث يُعنى به غيرنا ،
كم من وعيد يخرق الآذانا .. كأنما يُعنى به سوانا ..
أصمّنا الإهمال بل اعمانا .

21-
يا ابن آدم فرح الخطيئة اليوم قليل ، و حزنها في غد طويل ،
ما دام المؤمن في نور التقوى ، فهو يبصر طريق الهدى ،
فإذا أطبق ظلام الهوى عدم النور

22- انتبه الحسن ليلة فبكى ، فضج اهل الدار بالبكاء فسالوه عن حاله
فقال : ذكرت ذنباً فبكيت ! يا مريض الذنوب ما لك دواء كالبكاء

23-
يا من عمله بالنفاق مغشوش ، تتزين للناس كما يُزين المنقوش ،
إنما يُنظر إلى الباطن لا إلى النقوش ،
فإذا هممت بالمعاصي فاذكر يوم النعوش ،
و كيف تُحمل إلى قبر بالجندل مفروش .

24- ألك عمل إذا وضع في الميزان زان ؟ عملك قشر لا لب ،
و اللب يُثقل الكفة لا القشر

25-
رحم الله أعظما ً نصبت في الطاعة و انتصبت ،
جن عليها الليل فلما تمكن و ثبت ، و كلما تذكرت جهنم رهبت و هربت ،
و كلما تذكرت ذنوبها ناحت عليها و ندبت .



هناك تعليق واحد:

Entrümpelung يقول...

لله قوماً اخلصوا فى حبه فأحبهم واختارهم خدما
قوماً اذا جن الظلام عليهم قاموا سجداً وقيما